موقف بريطانيا من الحرب الإيطالية- الأثيوبية 1935-1936

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

باحث من خارج الجامعة

المستخلص

   نجحت العوامل السياسية والاقتصادية التي مرت بها إيطاليا في أعقاب الحرب العالمية الأولى (1914م-1918م) في إيصال بينيتو موسوليني Benito Mussolini)‏) إلى السلطة، والذي سعى منذ اليوم الأول له على بناء امبراطورية ايطالية، لتكونَ على قدم المساواة مع كلٍّ مِن بريطانيا وفرنسا، فسعى إلى تأكيد سيطرته على ما في يده من مستعمرات والسعي إلى الحصول على مستعمراتٍ جديدة وقد رأى في إثيوبيا (لما تتمتع به من موقع إستراتيجي وثرواتٍ طبيعية) الاختيارَ الأمثل له.
   وقد سنحت له الفرصة في عام 1935م لغزو الحبشة ممّا جعله في مواجهة مباشرة مع لندن التي رأت في هذا الغزو تهديدًا مباشرًا لمصالحها، فسعت بكافة الوسائل بَدْءًا من تدويل الأزمة الإثيوبية وعرضها على عُصبة الأمم وفرض عقوبات على إيطاليا، إلى حشد قواتها في البحر المتوسط. الا ان التصعيد البريطاني لم يمنع روما عن تنفيذ مخططها والتي استطاعت أن تتعامل مع الضغوط البريطانية بل وإجبار هذه الأخيرة على الجلوس على طاولة المفاوضات عام 1938م مستغلةً التفكك الأوروبي وتنامي المعارضة الداخلية والخارجية للسياسة التصعيدية تجاه إيطاليا إضافةً إلى تنامي النفوذ الإيطالي في اليمن ومعارضة السياسية البريطانية في فلسطين. ساهمت كل هذه العوامل في عقد اتفاق عام 1938م والذي يعد نصرًا لإيطاليا، حيث تمّ بموجبه الاعترافُ رسميا بتبعيّة إثيوبيا للإمبراطورية الإيطالية.

الكلمات الرئيسية